ومن زعم أنّ مفعول يريد محذوف تتعلق به اللام، جعل زيادة في الواجب للنفي الذي في صدر الكلام، وإن لم يكن النفي واقعاً على فعل الحرج، ويجري مجرى هذه الجملة ما جاء في الحديث " دين الله يسر، وبعثت بالحنيفية السمحة " " وجاء لفظ الدين بالعموم، والمقصود به الذي ذكر بقرب وهو التيمم.
﴿ ولكن يريد ليطهركم ﴾ أي بالتراب إذا أعوزكم التطهر بالماء.
وفي الحديث :" التراب طهور المسلم ولو إلى عشر حجج ".
وقال الجمهور : المقصود بهذا التطهير إزالة النجاسة الحكمية الناشئة عن خروج الحدث.
وقيل : المعنى ليطهركم من أدناس الخطايا بالوضوء والتيمم، كما جاء في مسلم :
" إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء ".
إلى آخر الحديث.
وقيل : المعنى ليطهركم عن التمرّد عن الطاعة.
وقرأ ابن المسيب : ليطهرْكم بإسكان الطاء وتخفيف الهاء.
﴿ وليتم نعمته عليكم ﴾ أي وليتم برخصة العامة عليكم بعزائمه.
وقيل : الكلام متعلق بما دل عليه أوّل السورة من إباحة الطيبات من المطاعم والمناكح، ثم قال بعد كيفية الوضوء : ويتم نعمته عليكم، أي النعمة المذكورة ثانياً وهي نعمة الدين.
وقيل : تبيين الشرائع وأحكامها، فيكون مؤكداً لقوله :﴿ وأتممت عليكم نعمتي ﴾ وقيل : بغفران ذنوبهم.
وفي الخبر :" تمام النعمة بدخول الجنة والنجاة من النار ".
﴿ لعلكم تشكرون ﴾ أي تشكرونه على تيسير دينه وتطهيركم وإتمام النعمة عليكم. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon