ومن فوائد الشيخ الشعراوى فى الآية
قال رحمه الله :
﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (٩) ﴾
وعندما نتأمل كلمة " وعد " نجدها تأتي، وتأتي أيضاً كلمة " أوعد " و" وعد " وكذلك أوعد إذا لم تقترن بالموعود به، تكون وَعَد للخير، و" أَوْعَد " للشر. ولكن لو حدث غير ذلك وجئت بالموعود به، فالاثنان متساويان، فيصح أن تقول " وعدته بالخير " ويصح أيضاً أن تقول :" وعدته بالشر ". لكن إن لم تذكر المتعلق، فإن " وعد " تستعمل في الخير. و" أوعد " تستعمل في الشر. والشاعر يقول :

وإنِّي إنْ أوعدته أو وعدته لُمخْلِفُ إِبعادي ومُنْجِزُ موعدي
وحين يقول :" وعد الله " فهذا وعد مطلق لا إخلال به ؛ لأن الذي يخل بالوعد هو الإنسان الذي تعتريه الأغيار ؛ فقد يأتي ميعاد الوفاء بالوعد ويجد الإنسان نفسه في موقف العاجر أو موقف المتغير قلبياً، لكن ساعة يكون الله هو الذي وعد فسبحانه الذي لا تداخله الأغيار، بل هو الذي يُجري الأغيار، لذلك يكون وعده هو الوعد الخالص الذي لا توجد قوة أخرى تحول دون أن ينفذ الله وعده. أما وعد البشر فقد تأتي قوة أخرى تعطل الوعد.


الصفحة التالية
Icon