وبهذا الإقراض الصدقات المندوبة، وخصها بالذكر تنبيهاً على شرفها وعلو مرتبتها.
قال الفرّاء : ولو قال : وأقرضتم الله إقراضاً حسناً لكان صواباً أيضاً إلا أنه قد يقام الاسم مقام المصدر، ومثله قوله ﴿فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ﴾ [ آل عمران : ٣٧ ] ولم يقل يتقبل، وقوله ﴿وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا﴾ ولم يقل إنباتاً. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ١٤٨﴾
قوله تعالى ﴿فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذلك مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السبيل﴾

فصل


قال الفخر :
﴿فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذلك مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السبيل﴾
أي أخطأ الطريق المستقيم الذي هو الدين الذي شرعه الله تعالى لهم.
فإن قيل : من كفر قبل ذلك أيضاً فقد ضل سواء السبيل.
قلنا : أجل، ولكن الضلال بعده أظهر وأعظم لأن الكفر إنما عظم قبحه لعظم النعمة المكفورة، فإذا زادت النعمة زاد قبح الكفر وبلغ النهاية القصوى. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ١٤٨﴾
وقال ابن عاشور :
وقوله :﴿ فقد ضلّ سواء السبيل ﴾ أي فقد حاد عن الطريق المستقيم، وذلك لا عذر للسائر فيه حين يضلّه، لأنّ الطريق السوي لا يحوج السائر فيه إلى الروغان في ثنيّاتٍ قد تختلط عليه وتفضي به إلى التيه في الضلال. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٥ صـ ﴾

فصل


قال الثعلبى :
﴿ وَلَقَدْ أَخَذَ الله مِيثَاقَ بني إِسْرَآئِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ ﴾ الآية، وذلك أنّ اللّه تعالى وعد موسى أن يورثه وقومه الأرض المقدسة وهي الشام وكان يسكنها الكنعانيون الجبارون، ووعده أن يهلكهم ويجعل أرض الشام مساكن بني إسرائيل، فلما تركت بني إسرائيل الدّار بمصر أمرهم اللّه تعالى المسير إلى أريحا أرض الشام وهي الأرض المقدسة.


الصفحة التالية
Icon