وقال أبو حيان :
﴿ ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلاً منهم ﴾ أي هذه عادتهم وديدنهم معك، وهم على مكان أسلافهم من خيانة الرسل وقتلهم الأنبياء.
فهم لا يزالون يخوفونك وينكثون عهودك، ويظاهرون عليك أعداءك، ويهمون بالقتل بك، وأن يسموك.
ويحتمل أن يكون الخائنة مصدراً كالعافية، ويدل على ذلك قراءة الأعمش على خيانة، أو اسم فاعل، والهاء للمبالغة كراوية أي خائن، أو صفة لمؤنث أي قرية خائنة، أو فعلة خائنة، أو نفس خائنة.
والظاهر في الاستثناء أنه من الأشخاص في هذه الجملة، والمستثنون عبد الله بن سلام وأصحابه قاله : ابن عباس.
وقال ابن عطية : ويحتمل أن يكون في الأفعال أي : إلا فعلاً قليلاً منهم، فلا تطلع فيه على خيانة.
وقيل : الاستثناء من قوله :﴿ وجعلنا قلوبهم قاسية ﴾ والمراد به المؤمنون، فإنّ القسوة زالت عن قلوبهم، وهذا فيه بعد. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon