والجدير بالإِنتباه أنّ الآية الأخيرة تذكر بالإِضافة إِلى اسم المسيح(عليه السلام) اسم أُمّه وتذكرها بكلمة "أُمه" وبهذه الصورة تميز الآية أُمّ المسيح(عليه السلام) عن سائر أفراد البشر، ويحتمل أن يكون هذا التعبير بسبب أنّ المسيحيين أثناء ممارستهم للعبادة، يعبدون أُمّ المسيح أيضاً، والكنائس الموجودة اليوم تشتمل على تماثيل لأُم المسيح، حيث يقف المسيحيون أمامها تعظيماً وتعبداً.
وإِلى هذا الأمر تشير الآية (١١٦) من سورة المائدة فتقول: (وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأُمي إِلهين من دون الله...) وهذا الخطاب حكاية عمّا يحصل من حوار في يوم القيامة.
وفي الختام ترد الآية الكريمة على أقوال اُولئك الذين اعتبروا ولادة المسيح من غير أب دليلا على أُلوهيته فتقول: (ولله ملك السموات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير).
فالله قادر على أن يخلق إِنساناً من غير أب ومن غير أُم كما خلق آدم(عليه السلام)، وهو قادر أيضاً على أن يخلق إِنساناً من غير أب كما خلق عيسى المسيح(عليه السلام)، وقدرة الله هذه كقدرته في خلق البشر من آبائهم وأمّهاتهم، وهذا التنوع في الخلق دليل على قدرته، وليس دليلا على أي شيء آخر سوى هذه القدرة. أ هـ ﴿الأمثل حـ ٢ صـ ٦٤٩ ـ ٦٥٢﴾