أعجبتَ من ملكٍ رأيتَ مقيداً
وَشَرِيفِ قَوْمٍ عِنْدَهمْ مَغلولا
خَضَعَتْ مُلوكُ الأرضِ طائِعَة ً لَهُ
وغَدا به قرْبانُهُمْ مَقْبُولا
مازال للمستضعفينَ مؤازراً
وأُولِي الصَّلاَحِ وَلِلعُفاة ِ بَذُولا
لم يدعهُ ذو فاقة ٍ وضرورة ٍ
إلاَّ ونالَ بجودهِ المأمولا
ذاكَ الذِي لم يَدْعُهُ ذُو فاقَة ٍ
إلاَّ وكانَ لهُ الزَّمانُ مُنِيلا
تَبْقَى الصَّلاة ُ عليهِ دائِمَة ً فَخُذْ
وَصْفَ النبيِّ مِنَ الزَّبُورِ مَقُولا
وكتابُ شعيا مخبرٌ عن ربهِ
فاسْمَعْهُ يفْرِحْ قَلْبَكَ المَتْبُولا
عَبْدِي الذي سُرَّتْ به نَفْسِي وَمَنْ
وحيي عليه مُنَّزَلٌ تنزيلا
لَمْ أُعْطِ ما أعْطَيْتُهُ أَحَداً مِنَ
ـفضلِ العظيمِ وحسبهُ تخويلا
يَأتي فَيُظْهِرُ في الوَرَى عَدْلِي وَلمْ
يكُ بالهَوى في حكمهِ ليميل
إنْ غضَّ منْ بصرٍ ومنْ صَوتٍ فما
غَضَّ التُّقَى والفَضْلُ مِنْهُ كلِيلا
فَتَحَ العُيُونَ العُورَ لكنَّ العِدا
عنْ فضلهِ صرفُوا العيونَ الُحولا
أحيا القلوبَ الغلفَ، أسمعَ كل ذي
صَمَمٍ وَكَمْ داءٍ أزالَ دَخِيلا
يُوصي إلى الأُمَم الوصايا مِثْلَمَا
يُوصِي الأَبُ الْبَرُّ الرَّحِيمُ سَليلا
لا تُضْحِكُ الدُّنيا لهُ سِناً وَما
لمْ يؤتَ منها عدة ُ تنويلا
وهُوَ الذي مِنْ بعْدِ يَحيَى جاءهم.
حمداً جديداً بالمزيدِ كفيلا
وكتابهُ ماليسَ يطفأُ نوُره
مَلأَ الأَعادِي ذِلَّة ً وخُمولا
أَفَتَجْعَلُونَ دَلِيلَهُ مَدْخُولا
يَأتي فَيُظْهِرُ في الوَرَى عَدْلِي وَلمْ
وَبأنَّ إبراهيمَ حاولَ أكْلَهُ
فيها وفاضلتِ الوعورُ سهولا
فَزَهَتْ وَنَالَتْ حُسْنَ لُبْنانَ الذي
لولا كرامة ُ أحمدٍ ما نيلا
لوطٍ فكيفَ بِقَذْفِهِمْ رُوبِيلا
عزَّا وطابتْ منزلاً ونزيلا
جَعَلوا الكَرامَة َ لِلإلهِ فَأُكْرِمُوا
فالله يَجْزِي بالجَمِيلِ جَمِيلا
خُبْزاً وَرامَ لِرِجْلِهِ تَغْسِيلا
إلاَّ البَعُوضَ ولا يَزالُ مُعانِداً
لا تَخْطُرُ الأَرْجاسُ فيهِ وَلا يُرَى


الصفحة التالية
Icon