قال الشهاب الخفاجي : الموجود في كتب اللغة والتاريخ أن النصارى نُسبِتْ [ في المطبوع : نُسِبتَ ] إلى بلدة ( ناصرة ) أي : التي حبُل فيه المسيح وتربى فيها. ولذلك كان يدعى عليه السلام ( ناصريّاً ). ثم قال : فلو قيل في الآية : إنهم على دين النصرانية وليسوا عليها لعدم عملهم بموجبها ومخالفتهم لِمَا في الإنجيل من التبشير بنبيّنا ﷺ - لكان أقرب من وجه التسمية الذي ذكروه.
﴿ فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا ﴾ أي : ألقينا ﴿ بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴾ أي : يتعادون ويتباغضون إلى قيام الساعة حسبما تقتضيه أهواؤهم المختلفة، وآراؤهم الزائغة المؤدية إلى التفرّق فرقاً متباينة، يلعن بعضها بعضاً، ويكفر بعضها بعضاً ﴿ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ ﴾ يخبرهم الله في الآخرة ﴿ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ من المخالفة وكتمان الحق والعداوة والبغضاء. ونسيان الحظ الوافر مما ذكّروا به. وهذا وعيد شديد بالجزاء والعذاب.
لطيفة :