فعن جابر بن عبدالله قال : قلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي أخبرني عن أول شيء خلقه الله تعالى قبل الأشياء. قال :" يا جابر إن الله خلق قبل الأشياء نور نبيّك من نوره فجعل ذلك النور يدور بالقدرة حيث شاء الله ولم يكن في ذلك الوقت لوح ولا قلم ولا جنّة ولا نار ولا مَلَك ولا سماء ولا أرض ولا شمس ولا قمر ولا جني ولا إنسي ".
وحتى لا ندخل في مسألة غيبية لا تستوي الأذهان في استقبالها ونفتن بعضنا. ويقول فلان كذا ويقول علان كذا. هنا نقول : من تجلى له أن يقنع بها أحداً كي لا ندخل في متاهة، وعندما يتعرض أحد لحديث جابر - رضي الله عنه - نسأل : أهو قال : أول خلق الله نبيك يا جابر أم نور نبيك يا جابر؟. قال الحديث : نور نبيك ولم يقل النبي نفسه الذي هو من لحم ودم، فمحمد ﷺ من آدم وآدم من تراب ؛ لذلك ليس علينا أن نتناول المسائل التي لا يصل إليها إلا أهل الرياضيات المتفوقة، حتى لا تكون فتنة ؛ لأن من يقول لك : أنت تقول : النور هو رسول الله، ونقول : على العين والرأس، فرسول الله نور ولاشك ؛ لأن النور يعني ألا نصطدم، وجاء محمد ﷺ بالمنهج كي ينير لنا الطريق، والقرآن منهج نظامي، والرسول منهج تطبيقي، فإن أخذت النور كي لا نصطدم، فالحق يقول :﴿ لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾ [ الأحزاب : ٢١ ]
إذن فسنأخذ بالمنهج النظري الذي هو القرآن، ونأخذ بالمنهج التطبيقي. ﴿ قَدْ جَآءَكُمْ مِّنَ الله نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ﴾ و" مبين " أي محيط بكل أمر وكل شيء مصداقاً لقوله الحق :﴿ مَّا فَرَّطْنَا فِي الكتاب مِن شَيْءٍ ﴾
[ الأنعام : ٣٨ ]


الصفحة التالية
Icon