وقرأ عبيد بن عمير ومسلم بن جندب والزهري :" بهُ " بضمِّ الهاء حيث وقع، وقد تقدم أنه الأصل. وقرأ الحسن :" سُبْل " بسكون الباء، وهو تخفيف قياسي به كقولهم في " عُنُق " :" عُنْق "، وهذا أولى لكونه جمعاً، وهو مفعول ثاني ل " يهدي " على إسقاط حرف الجر أي : إلى سبل، وتقدم تحقيق نظيره، ويجوز أن ينتصب على أنه بدلٌ من " رضوانه " : إمَّا بدلُ كل مِنْ كل ؛ لأن " سبل السلام " هي رضوان الباري تعالى، وإمَّا بدل اشتمال لأن الرضوان مشتمل على سبل السلام، أو لأنها مشتملة على رضوان الله تعالى، وإما بدل بعض من كل، لأنَّ سبل السلام بعض الرضوان. و" بإذنه " متعلق ب " يخرجهم " أي بتيسيره أو بأمره، والباء للحال أي : مصاحبين لتيسيره، أو للسببية، أي : بسببِ امره المنزل على رسوله. أ هـ ﴿الدر المصون حـ ٤ صـ ٢٢٨ ـ ٢٣٠﴾
من لطائف الإمام القشيرى فى الآية
قال عليه الرحمة :
قوله جلّ ذكره :﴿ يَهْدِى بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلى النَّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾.
أنوار التوحيد ظاهرة لكنها لا تغني عند فقد البصيرة، فمن استخلصه بقديم العناية أخرجه من ظلمات التفرقة إلى ساحات الجمع فامتحى عن سِرِّه شواهد الأغيار، وذلك نعت كل من وقف على الحجة المثلى. أ هـ ﴿لطائف الإشارات حـ ١ صـ ٤١٣﴾


الصفحة التالية