وقال ابن الجوزى :
قوله تعالى :﴿ إِذ جعل فيكم أنبياء ﴾ فيهم قولان.
أحدهما : أنهم السبعون الذين اختارهم موسى، وانطلقوا معه إِلى الجبل، جعلهم الله أنبياء بعد موسى، وهارون، وهذا قول ابن السائب، ومقاتل.
والثاني : أنهم الأنبياء الذين أُرْسِلوا من بني إِسرائيل بعد موسى، ذكره الماوردي.
وبماذا جعلهم ملوكاً؟ فيه ثمانية أقوال.
أحدها : بالمن والسلوى والحجر.
والثاني : بأن جعل للرجل منهم زوجةً وخادماً.
والثالث : بالزوجة والخادم والبيت، رويت هذه الثلاثة عن ابن عباس، وهذا الثالث اختيار الحسن، ومجاهد.
والرابع : بالخادم والبيت، قاله عكرمة.
والخامس : بتمليكهم الخدم، وكانوا أول مَن تملَّك الخدم، ومن اتخذ خادماً فهو ملك، قاله قتادة.
والسادس : بكونهم أحراراً يملك الإِنسان منهم نفسه وأهله وماله، قاله السدّي.
والسابع : بالمنازل الواسعة، فيها المياه الجارية، قاله الضحاك.
والثامن : بأن جعل لهم الملك والسلطان، ذكره الماوردي.
قوله تعالى :﴿ وآتاكم ما لم يؤت أحداً من العالمين ﴾ اختلفوا فيمن خوطب بهذا على قولين.
أحدهما : أنهم قوم موسى، وهذا مذهب ابن عباس، ومجاهد.
قال ابن عباس : ويعني بالعالمين : الذين هم بين ظهرانيهم.
وفي الذي آتاهم ثلاثة أقوال.
أحدها : المن والسّلوى والحجر والغمام، رواه مجاهد عن ابن عباس وقال به.
والثاني : أنه الدار والخادم والزوجة، رواه عطاء عن ابن عباس.
قال ابن جرير : ما أُوتي أحد من النِّعم في زمان قوم موسى ما أُوتوا.
والثالث : كثرة الأنبياء فيهم، ذكره الماوردي.
والثاني : أن الخطاب لأُمة محمد ﷺ، وهذا مذهب سعيد بن جبير، وأبي مالك. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon