والمراد الخصوص كأنه قال : مكتوبة لبعضهم وحرام على بعضهم، أو ذلك مشروط بقيد امتثال القتال، فلم يمتثلوا، فلم يقع المشروط أو التحريم، مقيد بأربعين سنة فلما انقضت جعل ما كتب.
وأما إن كان كتبها لهم بمعنى أمركم بدخولها، فلا يعارض التحريم.
حرم عليهم دخولها وماتوا في التيه، ودخل مع موسى أبناؤهم الذين لم تحرم عليهم.
وقيل : إن موسى وهارون عليهما السلام ماتا في التيه، وإنما خرج أبناؤهم مع حزقيل.
وقال ابن عباس : كانت هبة، ثم حرمها عليهم بعصيانهم.
﴿ ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين ﴾ أي لا تنكصوا على أعقابكم من خوف الجبابرة جبناً وهلعاً.
وقيل : حدثهم النقباء بحال الجبابرة رفعوا أصواتهم بالبكاء وقالوا : ليتنا متنا بمصر، وقالوا : تعالوا نجعل علينا رأساً ينصرف بنا إلى مصر.
ويحتمل أن يراد : لا ترتدوا على أدباركم، في دينكم لمخالفتكم أمر ربكم وانقلابهم خاسرين، إن كان الارتداد حقيقياً وهو الرجوع إلى المكان الذي خرج منه فمعناه : يصيرون إلى الذل بعد العز والخلاص من أيدي القبط.
وإن كان الارتداد مجازاً وهو ارتدادهم عن دينهم فمعناه : يخسرون خير الدنيا وثواب الآخرة.
وحقيق بالخسران مَن خالف ما فرضه الله عليه من الجهاد وخالف أمره. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon