والباب : باب مدينة الجبارين، والمعنى : اقدموا على الجهاد وكافحوا حتى تدخلوا عليهم الباب، وهذا يدل على أنّ موسى كان قد أنزل محلته قريباً من المدينة.
﴿ فإذا دخلتموه فإنكم غالبون ﴾ قالا ذلك ثقة بوعد الله في قوله :﴿ التي كتب الله لكم ﴾ وقيل : رجاء لنصر الله رسله، وغلب ذلك على ظنهم.
وما غزى قوم في عقر ديارهم إلا ذلوا، وإذا لم يكونوا حافظي باب مدينتهم حتى دخل وهو المهم، فلأن لا يحفظوا ما وراء الباب أولى.
وعلى قول أنّ الرجلين كانا من الجبارين فقيل : إنهما قالا لهم : إنّ العمالقة أجسام لا قلوب فيها فلا تخافوهم، وارجعوا إليهم فإنكم غالبوهم تشجيعاً لهم على قتالهم.
﴿ وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين ﴾ لما رأيا بني إسرائيل قد عصوا الرسول في الإقدام على الجهاد مع وعد الله لهم السابق، استرابا في إيمانهم، فأمراهم بالتوكل على الله إذ هو الملجأ والمفزع عند الشدائد، وعلق ذلك بشرط الإيمان الذي استرابا في حصوله لبني إسرائيل. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon