﴿ والله على كُلّ شَيْء قَدِيرٌ ﴾ من المغفرة والعذاب وبعث الرسل. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾
وقال أبو السعود :
﴿ والله على كُلّ شَيْء قَدِيرٌ ﴾ فيقدِرُ على الإرسال تترى كما فعله بين موسى وعيسى عليهما السلام حيث كان بينهما ألفٌ وسبعُمائة سنة وألفُ نبيَ وعلى الإرسال بعد الفترة كما فعله بين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام، حيث كان بينهما ستُمائة سنةٍ أو خمسُمائةٍ وتسعٌ وستون سنةً أو خمسُمائةٍ وستٌ وأربعون سنةً وأربعةُ أنبياءَ على ما روى الكلبيّ ثلاثةٌ من بني إسرائيلَ وواحدٌ من العرب خالد بن سنان العبسي، وقيل : لم يكن بعد عيسى عليه السلام إلا رسولُ الله عليه السلام وهو الأنسبُ بما في تنوين ( فترةٍ ) من التفخيم اللائق بمقام الامتنان عليهم بأن الرسول قد بُعث إليهم عند كمالِ حاجتهم إليه بسبب مضيِّ زمانٍ طويل بعد انقطاعِ الوحي ليهشّوا إليه ويعُدّوه أعظمَ نعمةٍ من الله تعالى، وفتحَ بابٍ إلى الرحمة، وتلزَمُهم الحجةُ فلا يَعتلُّوا غداً بأنه لم يُرسَلْ إليهم من يُنبِّههم من غفلتهم. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٣ صـ ﴾
ومن فوائد الإمام القرطبى فى الآية
قال رحمه الله :
قوله تعالى :﴿ يَا أَهْلَ الكتاب قَدْ جَآءَكُمْ رَسُولُنَا ﴾.
يعني محمداً صلى الله عليه وسلم.
﴿ يُبَيِّنُ لَكُمْ ﴾ انقطاع حجتهم حتى لا يقولوا غداً ما جاءنا رسول.
﴿ على فَتْرَةٍ مَّنَ الرسل ﴾ أي سكون ؛ يُقال فَتَر الشيء سكن.
وقيل :﴿ على فَتْرَةٍ ﴾ على انقطاع ما بين النبيّين ؛ عن أبي عليّ وجماعة أهل العلم، حكاه الرمّاني ؛ قال : والأصل فيها انقطاع العمل عما كان عليه من الجِدّ فيه، من قولهم : فَتَر عن عمله وفَتَّرته عنه.
ومنه فَتَر الماءُ إذا انقطع عما كان من السُّخُونة إلى البرد.
وامرأة فاتِرة الطرف أي منقطعة عن حِدة النظر.
وفتور البدن كفتور الماء.
والفتر ما بين السّبابة والإبهام إذا فتحتهما.
والمعنى ؛ أي مضت للرسل مدّة قبله.