قال : وكان بين ميلاد عيسى وميلاد محمد ﷺ خمسمائة سنة وتسعة وستون سنة وهي الفترة وكان بين عيسى ومحمد أربعة من الرسل فذلك قوله ﴿ إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث ﴾ قال : والرابع لا أدري من هو فكانت تلك السنون مائة وأربعاً وثلاثين سنة نبوة وسائرها فترة.
قال أبو سليمان الدمشقي : والرابع والله أعلم خالد بن سنان الذي قال فيه رسول الله ﷺ :" نبيٌّ ضيعَه قومه ".
قال الإمام فخر الدين الرازي : والفائدة في بعثة محمد ﷺ عند فترة الرسل، هي أن التحريف والتغيير كان قد تطرف إلى الشرائع المتقدمة لتقادم عهدها وطول زمانها وسبب ذلك اختلاط الحق بالباطل والكذب بالصدق فصار ذلك عذراً ظاهراً في إعراض الخلق عن العبادات لأن لهم أن يقولوا إلهنا عرفنا أنه لا بد من عبادتك ولكنا ما عرفنا كيف نعبدك فبعث الله في هذا الوقت محمداً ﷺ لإزالة هذا العذر فذلك قوله عز وجل :﴿ أن تقولوا ما جاءنا من بشير ونذير ﴾ يعني لئلا تقولوا وقيل معناه كراهية أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير في هذا الوقت ﴿ فقد جاءكم بشير ونذير ﴾ يعني فقد أرسلت إليكم محمداً ﷺ لإزالة هذا العذر ﴿ والله على كل شيء قدير ﴾ يعني أنه قادر على بعثة الرسل في وقت الحاجة إليهم. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon