ومن فوائد القاسمى فى الآية
قال رحمه الله :
﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ ﴾
أي : ما أمرتم به وما نهيتم عنه ﴿ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ ﴾ متعلق بـ ( جاءكم ) أي : جاءكم على حين فتورٍ من إرسال الرسل، وانقطاعٍ من الوحي. إذا لم يكن بينه وبين عيسى رسولٌ. ومدة الفترة بينهما خمسمائة وتسع وستون سنة ﴿ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ ﴾ تعليل لمجيء الرسول بالبيان على حذف المضاف. أي : كراهة أن تعتذزوا بذلك يوم القيامة، وتقولوا : ما جاءنا من رسولٍ -بعد ما درس الدينُ -يبشرنا لنرغب فتعمل بما يسعدنا فنفوز. وينذرنا لنرهب فنترك ما يشقينا فنسلم. وقد كان اختلط في تلك الفترة الحق بالباطل -كما سنبيّنه - :﴿ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ ﴾ متعلق بمحذوف تنبئ عنه الفاء الفصيحة وتبين أنه معلل به. أي : لا تعتذروا ( بما جاءنا ) فقد جاءكم بشير أي : بشير، ونذير أي : نذير ﴿ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير ﴾ من إرسال الرسل، والصواب لمن أجاب الرسل، والعقاب لمن لم يُجبْهم.
قال البقاعي : وفي الختم بوصف القدرة، وأتباعه تذكيرهم ما صاروا إليه من العز بالنبوّة والملك، بعد ما كانوا فيه من الذل بالعبودية والجهل، إشارة إلى أن إنكارهم لأن يكون من ولد إسماعيل عليه السلام نبيّ، يلزم منه إنكارهم للقدرة.
تنبيه :