قلت : كان ذلك هَيِّناً على موسى لأنّ بقاءه معهم لإرشادهم وصلاحهم وهو خصّيصة رسالته، فالتعب في ذلك يزيده رفع درجة، أمَّا هم فكانوا في مشقّة.
﴿ يتيهون ﴾ يضلّون، ومصدره التَّيْه بفتح التّاء وسكون الياء والتيه بكسر التّاء وسكون التحتية.
وسمّيت المفازة تيهاء وسمّيت تِيهاً.
وقد بقي بنو إسرائيل مقيمين في جهات ضيّقة ويسيرون الهوينا على طريق غير منتظم حتّى بلغوا جبل ( نيبُو ) على مقربَة من نهر ( الأردن )، فهنالك توفّي موسى عليه السلام وهنالك دُفن.
ولا يُعرف موضع قبره كما في نصّ كتاب اليهود.
وما دَخلوا الأرض المقدسة حتّى عَبَروا الأرْدُن بقيادة يوشع بن نون خليفة موسى.
وقد استثناه الله تعالى هو وكالب بن يفنَّة، لأنّهما لم يقولا : لن ندخلها.
وأمّا بَقية الرّوّاد الذين أرسلهم موسى لاختبار الأرض فوافقوا قومهم في الامتناع من دخولها.
وقوله :﴿ فلا تأس على القوم الفاسقين ﴾ تفريع على الإخبار بهذا العقاب، لأنّه علم أنّ موسى يحزنه ذلك، فنهاه عن الحزن لأنّهم لا يستأهلون الحزن لأجلهم لفسقهم.
والأسى : الحزن، يقال أسِي كفرح إذا حَزن. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٥ صـ ﴾