وقيل : إن الذي فتح أريحاء هو موسى عليه السلام وكان يوشع بن نون على مقدمته فسار إليهم بمن بقي من بني إسرائيل فدخلها يوشع وقاتل الجبابرة ثم دخلها موسى وأقام بها ما شاء الله تعالى ثم قبضه الله إليه ولا يعلم أحد قبره وهذا أصح الأقاويل لاتفاق العلماء أن موسى عليه السلام هو الذي قتل عوج بن عنق وهذا القول هو اختيار الطبري.
ونقل عن السدي قال : غضب موسى على قومه فدعا عليهم فقال : رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي الآية.
فقال الله عز وجل : فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلما ضرب عليهم التيه ندم موسى وأتاه قومه الذين كانوا يطيعونه فقالوا له : ما صنعت بنا يا موسى فمكثوا في التيه فلما خرجوا منه رفع المن والسلوى والبقول والتقى موسى وعوج فنزا موسى في السماء عشر أذرع وكانت عصاه عشرة أذرع وكان طوله عشرة فأصاب كعب عوج فقتله.
قال الطبري : ولو كان قتل موسى إياه قبل مصيره في التيه لم يجزع بنو إسرائيل لأنه كان من أعظم الجبارين.
وروي عن نون قال : كان سرير عوج ثمانمائة ذراع.
وقال : وإن أهل العلم بأخبار الأولين مجمعون على أن بلعم بن باعوراء كان ممن أعان الجبارين بالدعاء على موسى لأنه كان يعلم الاسم الأعظم فدعا عليه وسترد قصته في سورة الأعراف إن شاء الله تعالى وقوله تعالى :﴿ فلا تأس على القوم الفاسقين ﴾ يعني : لا تحزن عليهم لأنهم أهل مخالفة وخروج عن الطاعة.
وقيل : لما ندم موسى على ما دعاه على قومه أوحى الله إليه فلا تأس على القوم الفاسقين.
قال الزجاج : وجائز أن يكون خطاباً لمحمد ﷺ أي : لا تحزن يا محمد على قوم لم يزل شأنهم المعاصي ومخالفة الرسل. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon