قال البغوي عن ابن إسحاق عن بعض أهل العلم بالكتاب الأول : إن آدم كان يغشى حواء في الجنة قبل أن يصيب الخطيئة فحملت فيها بقابيل وتوأمته - فذكر قصته في النكاح وقتله لأخيه وشرب الأرض لدمه قولو قابيل لله - حين قال له : إنه قتله - : إن كنت قتلته فأين دمه؟ فحرم الله على الأرض يومئذ أن تشرب دماً بعده أبداً - انتهى.
ولما أخبر الله تعالى بأن أحدهما فعل معه من عدم القبول ما غاظه، كان كأنه قيل : فما فعل حين غضب؟ فقيل :﴿قال﴾ أي لأخيه الذي قبل قربانه حسداً له ﴿لأقتلنك﴾ فكأنه قيل : بما أجابه؟ فقيل : نبهه أولاً على ما يصل به إلى رتبته ليزول حسده بأن ﴿قال إنما يتقبل الله﴾ أي يقبل قبولاً عظيماً المحيط لكل شيء قدرة وعلماً الملك الذي له الكمال كله، فليس هو محتاجاً إلى شيء، وكل شيء محتاج إليه ﴿من المتقين﴾ أي العريقين في وصف التقوى، فلا معصية لهم يصرون عليها بشرك ولا غيره، فعدمُ تقبل قربانك من نفسك لا مني، فلم تقتلني؟ فقتلك لي مبعد لك عما حسدتني عليه. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٢ صـ ٤٤٢ ـ ٤٤٥﴾


الصفحة التالية
Icon