وقال ابن عاشور :
ومعنى ﴿ ابني آدم ﴾ هنا ولداه.
وأمّا ابن آدم مفرداً فقد يراد به واحد من البشر نحو :"يَا بْن آدم إنّك ما دعوتني ورجوتَني غَفَرْتُ لك"، أو مجموعاً نحو ﴿ يا بني آدم خذوا زينتكم ﴾ [ الأعراف : ٣١ ]. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٥ صـ ﴾
فائدة
قال الفخر :
قوله ﴿بالحق﴾ فيه وجوه :
الأول : بالحق، أي تلاوة متلبسة بالحق والصحة من عند الله تعالى.
والثاني : أي تلاوة متلبسة بالصدق والحق موافقة لما في التوراة والإنجيل.
الثالث : بالحق، أي بالغرض الصحيح وهو تقبيح الحسد، لأن المشركين وأهل الكتاب كانوا يحسدون رسول الله ﷺ ويعيبون عليه.
الرابع : بالحق، أي ليعتبروا به لا ليحملوه على اللعب والباطل مثل كثير من الأقاصيص التي لا فائدة فيها، وإنما هي لهو الحديث، وهذا يدل على أن المقصود بالذكر من الأقاصيص والقصص في القرآن العبرة لا مجرد الحكاية، ونظيره قوله تعالى :﴿لَقَدْ كَانَ فِى قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأوْلِى الألباب﴾ [ يوسف : ١١١ ]. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ١٦٢﴾
وقال ابن عاشور :
والباء في قوله :﴿ بالحقّ ﴾ للملابسة متعلِّقاً بـ ﴿ اتْلُ ﴾.
والمراد من الحقّ هنا الصدق من حقّ الشّيء إذا ثبت، والصدق هو الثّابت، والكذب لا ثبوت له في الواقع، كما قال :﴿ نحن نقصّ عليك نبأهم بالحقّ ﴾ [ الكهف : ١٣ ].
ويصحّ أن يكون الحقّ ضدّ الباطل وهو الجدّ غير الهزل، أي اتْلُ هذا النبأ متلبّساً بالحقّ، أي بالغرض الصّحيح لا لمجرد التفكّه واللّهو.
ويحتمل أن يكون قوله ﴿ بالحق ﴾ مشيراً إلى ما خفّ بالقصة من زيادات زادها أهل القصص من بني إسرائيل في أسباب قتل أحد الأخوين أخاه. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٥ صـ ﴾
قوله تعالى ﴿إِذْ قَرَّبَا قربانا﴾
فائدة
قال الفخر :
تقدير الكلام وهو قوله ﴿إِذْ قَرَّبَا قربانا﴾ قرب كل واحد منهما قربانا إلا أنه جمعهما في الفعل وأفرد الاسم، لأنه يستدل بفعلهما على أن لكل واحد قربانا.