مسلم بن عبد اللّه عن سعيد بن صور عن أنس بن مالك قال :" سئل رسول اللّه ﷺ عن يوم الثلاثاء فقال :" يوم دم " قالوا : وكيف ذلك يا رسول اللّه؟ قال :" فيه حاضت حوّاء وقتل ابن آدم أخاه ".
وعن يحيى بن زهدم قال : حدّثني أبي عن أبيه عن أنس قال : سمعت رسول اللّه ﷺ يقول :" " امتن اللّه عز وجل على ابن آدم بثلاث بعد ثلاث، بالريح بعد الروح فلولا إن الريح يقع بعد الروح ما دفن حميم حميماً، وبالدودة في الحبة فلولا أن الدودة تقع في الحبة لأكنزها الملوك وكانت حباً من الدنانير والدراهم. وبالموت بعد الكبر، فإن الرجل ليكبر حتى يمّل نفسه ويملّه أهله وولده وأقرباؤه فكان الموت أيسر له ".
﴿ مِنْ أَجْلِ ذلك ﴾ يعني من جرّاء ذلك القاتل ووحشيّته، يقال : أجل فلان يأجل أجلاً، مثل أخذ يأخذ أخذاً.
قال الشاعر :

وأهل خباء صالح ذات بينهم قد احتربوا في عاجل أنا آجله
﴿ كَتَبْنَا على بني إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ ﴾ قتله فساداً منه ﴿ أَوْ فَسَادٍ فِي الأرض ﴾ يعني قوله إنما جزاء الذين يحاربون اللّه ورسوله الآية ﴿ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ الناس جَمِيعاً ﴾.
مجاهد : اختلف الناس بينهما فقال ابن عباس : في رواية عكرمة وعطية : من قتل نبياً وإماماً عادلاً فكأنما قتل الناس جميعاً ومن عمل على عضد نبي أو إمام عادل ﴿ فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً ﴾.
مجاهد : من قتل نفساً محرّمة يصلى النار بقتلها كما يصلاها لو قتل الناس جميعاً، ومن أحياها من سلم من قتلها فقد سلم من الناس جميعاً.
السدّي : من قتل فكأنما قتل الناس جميعاً عند المقتول في الإثم ومن أحياها واستنقذها من هلكة من غرق أو حرق أو هدم أو غير ذلك فكأنما أحيا الناس جميعاً عند المستنقذ.


الصفحة التالية
Icon