" فصل "
قال السيوطى :
﴿ لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (٢٨) إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (٢٩) ﴾
وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله ﴿ لئن بسطت إلي يدك... ﴾ الآية. قال : كان كتب عليهم إذا أراد الرجل رجلاً تركه ولا يمتنع منه.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في الآية. قال : كانت بنو إسرائيل كتب عليهم إذا الرجل بسط يده إلى الرجل لا يمتنع عنه حتى يقتله أو يدعه، فذلك قوله ﴿ لئن بسطت ﴾ الآية.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله ﴿ إني أريد أن تبوأ بإثمي وإثمك ﴾ قال : بقتلك إياي ﴿ وإثمك ﴾ قال : بما كان منك قبل ذلك.
وأخرج عن قتادة والضحاك. مثله.
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله عز وجل ﴿ إني أريد أن تبوأ بإثمي وإثمك ﴾ قال : ترجع بإثمي وإثمك الذي عملت فتستوجب النار. قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم، أما سمعت الشاعر يقول :
من كان كاره عيشه فليأتنا... يلقى المنية أو يبوء عناء
وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه والحاكم وصححه عن سعد بن أبي وقاص : أن رسول الله ﷺ قال :" إنها ستكون فتنة، القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خير من الساعي، قال : أفرأيت إن دخل علي بيتي فبسط إليّ يده ليقتلني؟ قال : كن كابن آدم، وتلا ﴿ لئن بسطت إلىّ يدك لتقتلني ﴾ الآية ".