وقال السمرقندى :
﴿ ذلك لَهُمْ خِزْىٌ فِى الدنيا ﴾ يعني ذلك القتل والقطع لهم عذاب وعقوبة في الدنيا، ولا يكون ذلك كفارة لذنوبهم إن لم يتوبوا ﴿ وَلَهُمْ فِى الاخرة عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ أي أشد مما كان في الدنيا، وهو عذاب النار. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾
وقال أبو حيان :
﴿ ذلك لهم خزي في الدنيا ﴾ أي ذلك الجزاء من القطع والقتل والصلب والنفي.
والخزي هنا الهوان والذل والافتضاح.
والخزي الحياء عبر به عن الافتضاح لما كان سبباً له افتضح فاستحيا.
﴿ ولهم في الآخرة عذاب عظيم ﴾ ظاهره أن معصية الحرابة مخالفة للمعاصي غيرها، إذ جمع فيها بين العقاب في الدنيا والعقاب في الآخرة تغليظاً لذنب الحرابة، وهو مخالف لظاهر قوله ﷺ في حديث عبادة " فمن أصاب من ذلك شيئاً فعوقب به في الدنيا فهو كفارة له " ويحتمل أن يكون ذلك على حسب التوزيع، فيكون الخزي في الدنيا إن عوقب، والعقاب في الآخرة إنْ سلم في الدنيا من العقاب، فتجري معصية الحرابة مجرى سائر المعاصي.
وهذا الوعيد كغيره مقيد بالمشيئة، وله تعالى أن يغفر هذا الذنب، ولكنْ في الوعيد خوف على المتوعد عليه نفاذ الوعيد. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٣ صـ ﴾