وقال الشوكانى :
الوسيلة : القربة التي ينبغي أن تطلب، وبه قال أبو وائل والحسن ومجاهد، وقتادة والسدي وابن زيد.
وروي عن ابن عباس، وعطاء، وعبد الله بن كثير.
قال ابن كثير في تفسيره : وهذا الذي قاله هؤلاء الأئمة، لا خلاف بين المفسرين فيه.
والوسيلة أيضاً درجة في الجنة مختصة برسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد ثبت في صحيح البخاري من حديث جابر قال : قال رسول الله ﷺ :" من قال حين يسمع النداء : اللهم ربّ هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، إلا حلت له الشفاعة يوم القيامة " وفي صحيح مسلم، من حديث عبد الله بن عمرو، أنه سمع النبي ﷺ يقول :" إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليّ، فإنه من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه عشراً ثم سلوا لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة، لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة " وفي الباب أحاديث، وعطف ﴿ وابتغوا إِلَيهِ الوسيلة ﴾ على ﴿ ياأيها الذين ءامَنُواْ اتقوا الله ﴾ يفيد أن الوسيلة غير التقوى.
وقيل هي التقوى، لأنها ملاك الأمر، وكل الخير، فتكون الجملة الثانية على هذا مفسرة للجملة الأولى.
والظاهر أن الوسيلة : هي القربة تصدق على التقوى، وعلى غيرها من خصال الخير التي يتقرب العباد بها إلى ربهم. أ هـ ﴿فتح القدير حـ ٢ صـ ﴾