و " عذاب " بمعنى : تَعْذِيب بإضافته إلى " يَوْم " خرج " يَوْم " عن الظرفية، و" مَا " نَافِية وهي جواب " لَوْ "، وجاء على الأكْثَر من كونِ الجواب النَّفي بغير " لام "، والجملة الامْتِنَاعية في محل رفع خبراً لـ " إن "، وجعل الزَّمَخْشَرِيُّ توحيد الضَّمير في " بِهِ " لمَدْرك آخر، وهو أنَّ " الوَاو " في " ومِثْلَهُ " [ واو " مع " قال بعد أن ذكر الوجهين المتقدمين : ويجُوزُ أن تكُونَ الواوُ في " ومِثله " ] بمعنى " مَعَ " فيتوحد المَرْجُوع إليه.
فإن قُلْتَ : فبم يُنْصب المَفْعُول معه؟.
قلت : بما تسْتَدْعِيه " لَوْ " من الفعل ؛ لأن التَّقدير : لو ثبت أنَّ لَهُمْ ما في الأرض، يعني : أنَّ حكم ما قبل المفعُول معه في الخَبَرِ والحَالِ، وعود الضَّمِير حكمه لو لم يكن بعده مفعول معه، تقول :" كُنْتُ وَزَيْدَاً كالأخِ " قال الشاعر :[ الطويل ]
١٩٦٢ - فَكَانَ وَإيَّاهَا كَحَرَّانَ لَمْ يُفِقْ...
عَنِ المَاءِ إذْ لاقَاهُ حَتَّى تَقَدَّدَا
فقال :" كَحَرَّان " بالإفْرَاد ولم يقُلْ :" كحرَّانَيْن "، وتقول :" جَاءَ زَيْدٌ وهنْداً ضاحِكاً في داره ".
وقد اختار الأخْفَشُ أن يُعطى حُكْم المُتَعَاطفين، يعني : فَيطَابق الخبر، والحَال، والضمير له ولما بَعْده، فتقول :" كُنْتُ وَزيْداً كالأخوين ".
قال بعضهم : والصَّحِيح جوازه على قِلِّة.
وقد رد أبُو حيَّان على الزمخشري، وطوَّل معه.
قال شهاب الدِّين : ولا بد من نَقْل نصِّه ؛ قال : وقول الزمَخْشَرِي ويجُوزُ أن تكون " الواو " بمعنى " مع " ليس بِشَيْء ؛ لأنَّه يصير التقدير : مع مثله معه، أي : مع مِثْل ما في الأرْضِ [ مع ما في الأرض ] إن جعلت الضَّمِير في " مَعَه " عائِداً على " مَا " يكون معه حَالاً من " مِثْله ".
وإذا كان مَا في الأرض مع مثله كان مثله معه ضرورة، فلا فائدة في ذكر " معه " لملازمة معيّة كل منهما للآخر.


الصفحة التالية
Icon