وقرأ يزيد بن قطيب :" ما تقبَّل " مبنياً للفاعل ] وهو ضميرُ البَارِي تبارك وتعالى.
قوله [ تعالى ] " ولَهُمْ عَذابٌ " مبتدأ وخبرُهُ مُقَدَّمٌ عليه، و" ألِيمٌ " صفته بمعنى : مُؤلِمٌ، وهذه الجُمْلَة أجَازُوا فيها ثلاثة أوجه :
أحدها : أن تكون حالاً، وفيه ضَعْفٌ من حيث المعنى.
المعنى الثاني : أن تكون في مَحَلِّ رفع عَطْفاً على خَبَرِ " أن " أخبر عن الذين كفروا بخبرين لو استقرَّ لَهُمْ جَمِيعُ ما في الأرضِ مع مثله فَبَذلُوه، لم يُتَقَبَّلْ مِنْهُم وأنَّ لهم عَذَاباً أليماً.
الثالث : أن تكون مَعْطُوفة على الجُمْلَة من قوله :﴿ إِنَّ الذين كَفَرُواْ ﴾، وعلى هذا فلا مَحَلَّ لها ؛ لِعَطْفها على ما لا مَحَلَّ له. أ هـ ﴿تفسير ابن عادل حـ ٧ صـ ٣١٣ ـ ٣١٦﴾
من لطائف الإمام القشيرى فى الآية
قال عليه الرحمة :
﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٣٦) ﴾
اليومَ - يقبل من الأحباب مثقال ذرة، وغداً - لا يقبل من الأعداء ملء الأرض ذهباً، كذا يكون الأمر.
ويقال إفراط العدو في التقرب موجِبٌ للمقت، وتستر الولي في التودد إحكامٌ لأسباب الحب. أ هـ ﴿لطائف الإشارات حـ ١ صـ ٤٢٢﴾


الصفحة التالية
Icon