ولما كان من النفوس ما هو سافل لا ينكّبه الرد، وكان الرد لأجل إمضاء المُعَدِّ من العذاب، قال مصرحاً بالمقصود :﴿ولهم﴾ أي بعد ذلك ﴿عذاب أليم﴾ أي بالغ الإيجاع بما أوجعوا أولياء الله بسترهم لما أظهروا من شموس البيان، وانتهكوا من حرمات الملك الديان. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٢ صـ ٤٥٣﴾
وقال الفخر :
اعلم أنه تعالى لما أرشد المؤمنين في هذه الآية إلى معاقد جميع الخيرات، ومفاتح كل السعادات أتبعه بشرح حال الكفار، وبوصف عاقبة من لم يعرف حياة ولا سعادة إلا في هذه الدار، وذكر من جملة تلك الأمور الفظيعة نوعين : أحدهما : قوله تعالى :﴿إِنَّ الذين كَفَرُواْ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَّا فِى الأرض جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُواْ بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ القيامة مَا تقبل منهم ولهم عذاب أليم﴾. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ١٧٥﴾
قال الآلوسى :
﴿ إِنَّ الذين كَفَرُواْ ﴾ كلام مبتدأ مسوق لتأكيد وجوب الامتثال بالأوامر السابقة، وترغيب المؤمنين في المسارعة إلى تحصيل الوسيلة إليه عز شأنه قبل انقضاء أوانه، ببيان استحالة توسل الكفار يوم القيامة بما هو من أقوى الوسائل إلى النجاة من العذاب فضلاً عن نيل الثواب. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٦ صـ ﴾
فائدة
قال الفخر :
الجملة المذكورة مع كلمة ﴿لو﴾ خبر ﴿إن ﴾
فإن قيل : لم وحد الراجع في قوله ﴿لِيَفْتَدُواْ بِهِ﴾ مع أن المذكور السابق بيان ما في الأرض جميعاً ومثله ؟
قلنا : التقدير كأنه قيل : ليفتدوا بذلك المذكور. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ١٧٥﴾
فصل
قال الفخر :
المقصود من هذا الكلام التمثيل للزوم العذاب لهم، فإنه لا سبيل لهم إلى الخلاص منه.
وعن النبي ﷺ :" يقال للكافر يوم القيامة أرأيت لو كان لك ملء الأرض ذهباً أكنت تفتدي به فيقول نعم فيقال له قد سئلت أيسر من ذلك فأبيت ". أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ١٧٥﴾
وقال الآلوسى :