والوجه الثاني : أن المراد من قوله ﴿سماعون لِلْكَذِبِ﴾ نفس السماع، واللام في قوله ﴿لِلْكَذِبِ﴾ لام كي، أي يسمعون منك لكي يكذبوا عليك.
وأما قوله ﴿سماعون لِقَوْمٍ ءاخَرِينَ لم يأتوك﴾ فالمعنى أنهم أعين وجواسيس لقوم آخرين لم يأتوك ولم يحضروا عندك لينقلوا إليهم أخبارك، فعلى هذا التقدير قوله ﴿سماعون لِلْكَذِبِ﴾ أي سماعون إلى رسول الله ﷺ لأجل أن يكذبوا عليه بأن يمزجوا ما سمعوا منه بالزيادة والنقصان والتبديل والتغيير، سماعون من رسول الله لأجل قوم آخرين من اليهود، وهم عيون ليبلغوهم ما سمعوا منه. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١١ صـ ١٨٤﴾
قوله تعالى ﴿يُحَرّفُونَ الكلم مِن بَعْدِ مواضعه﴾
قال الفخر :
﴿يُحَرّفُونَ الكلم مِن بَعْدِ مواضعه﴾ أي من بعد أن وضعه الله مواضعه، أي فرض فروضه وأحل حلاله وحرّم حرامه.