أجيء أنا ينزل قدامي آخر، فقال له : قم، احمل سريرك وامض فمن ساعته برأ ونهض حاملاً سريره، وكان ذلك اليوم يوم سبت، فقال له اليهود : إنه يوم سبت، ولا يحل لك أن تحمل سريرك، فأجابهم : الذي أبرأني هو قال لي : احمل سريرك وامش، فسألوه : من هو؟ فلم يكن يعلم من هو، لأن يسوع كان قد استتر في الجمع الكبير الذي كان في ذلك الموضع، ثم قال : وقال لهم يسوع : لقد عملت عملاً واحداً فعجبتم بأجمعكم، أعطاكم موسى الختان وليس هو من موسى ولكنه من الآباء، وقد تختنون الإنسان يوم السبت لئلا تنقضوا سنة موسى، فلِمَ تتذمرون عليّ لإبرائي الإنسان يوم السبت، لا تحكموا بالمحاباة ولكن احكموا حكماً عدلاً، ثم قال : فبينما هو مار رأى رجلاً ولد أعمى فقال تلاميذه : يا معلم! من أخطأ؟ هذا أم أبواه حتىأنه ولد أعمى، فقال : لا هو ولا أبواه، ولكن لتظهر أعمال الله فيه، ينبغي أن أعمل أعمال من أرسلني ما دام النهار، سيأتي الليل الذي لا يستطيع أحد أن يعمل فيه عملاً، ما دمت في العالم أن نور العالم - قال هذا وتفل على التراب وصنع من تفله طيناً وطلى به عيني ذلك الأعمى وقال له : امض واغتسل في عين سيلوخا التي تأويلها المبعوثة، فمضى وغسلهما فعاد ينظر، فأما جيرانه والذين كانوا يرونه يتسول فقالوا : ليس هو هذا الذي كان يجلس ويتسول، وآخرون قالوا : إنه هو، وآخرون قالوا : إنه يشبهه، فأما هو فكان يقول : إني أنا هو، فقالوا له : كيف انفتحت عيناك؟ فقص عليهم القصة، فقالوا : أين هو ذاك؟ فقال : ما أدري، فأتوا به إلى الفريسيين، لأن يسوع صنع الطين يوم السبت، فسأله الفريسيون فأخبرهم، فقال قوم منهم : ليس هذا الرجل من الله إذ لا يحفظ السبت، وآخرون قالوا : كيف يقدر رجل خاطىء أن يعمل هذه الآيات! فوقع بينهم لذلك شقاق، فقالوا للأعمى : ما تقول أنت من أجله؟ قال لهم : إنه نبي، ولم يصدق اليهود أنه كان أعمى حتى دعوا أبويه


الصفحة التالية
Icon