قوله تعالى ﴿وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الحق﴾
فائدة
قال الفخر :
﴿وَلاَ تَتَّبِعِ﴾ يريد ولا تنحرف، ولذلك عداه بعن، كأنه قيل : ولا تنحرف عما جاءك من الحق متبعاً أهواءهم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ١١﴾
وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ ﴾ يعني لا تعمل بأهوائهم ومرادهم على ما جاءك من الحق ؛ يعني لا تترك الحكم بما بيّن الله تعالى من القرآن من بيان الحق وبيان الأحكام.
والأهواء جمع هوًى ؛ ولا يجمع أَهْوِية ؛ وقد تقدّم في "البقرة".
فنهاه عن أن يتّبعهم فيما يريدونه ؛ وهو يدل على بطلان قول من قال : تقوَّم الخمر على من أتلفها عليهم ؛ لأنها ليست مالاً لهم فتكون مضمونة على مُتلفها ؛ لأن إيجاب ضمانها على مُتلفها حكم بموجب أهواء اليهود ؛ وقد أُمرنا بخلاف ذلك.
ومعنى ﴿ عَمَّا جَآءَكَ ﴾ على ما جاءك. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٦ صـ ﴾

فصل


قال الفخر :
روي أن جماعة من اليهود قالوا : تعالوا نذهب إلى محمد ﷺ لعلنا نفتنه عن دينه، ثم دخلوا عليه وقالوا : يا محمد قد عرفت أنا أحبار اليهود وأشرافهم، وإنا إن اتبعناك اتبعك كل اليهود، وإن بيننا وبين خصومنا حكومة فنحاكمهم إليك، فاقض لنا ونحن نؤمن بك، فأنزل الله تعالى هذه الآية. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ١١﴾

فصل


قال الفخر :
تمسك من طعن في عصمة الأنبياء بهذه الآية وقال : لولا جواز المعصية عليهم وإلا لما قال :﴿وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الحق ﴾.
والجواب : أن ذلك مقدور له ولكن لا يفعله لمكان النهي.
وقيل : الخطاب له والمراد غيره. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ١١﴾
قوله تعالى ﴿لِكُلّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً ومنهاجا﴾

فصل


قال الفخر :
لفظ ( الشرعة ) : في اشتقاقه وجهان : الأول : معنى شرع بين وأوضح.
قال ابن السكيت : لفظ الشرع مصدر : شرعت الإهاب، إذا شققته وسلخته.


الصفحة التالية
Icon