ثم قال :﴿إِنَّ الله لاَ يَهْدِى القوم الظالمين﴾ روي عن أبي موسى الأشعري أنه قال : قلت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه : إن لي كاتباً نصرانياً، فقال : مالك قاتلك الله، ألا اتخذت حنيفاً، أما سمعت قول الله تعالى :﴿يا أيها الذين ءامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ اليهود والنصارى أَوْلِيَاء﴾ قلت : له دينه ولي كتابته، فقال : لا أكرمهم إذ أهانهم الله، ولا أعزهم إذ أذلهم الله، ولا أدنيهم إذ أبعدهم الله، قلت : لا يتم أمر البصرة إلا به، فقال : مات النصراني والسلام، يعني هب أنه قد مات فما تصنع بعده، فما تعمله بعد موته فاعمله الآن واستغن عنه بغيره. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ١٥﴾
قال القرطبى :
قيل : المراد به المنافقون ؛ المعنى يا أيها الذين آمنوا بظاهرهم، وكانوا يوالون المشركين ويخبرونهم بأسرار المسلمين.
وقيل : نزلت في أبي لبابة، عن عِكرمة.
قال السدي : نزلت في قصة يوم أُحُد حين خاف المسلمون حتى همَّ قومٌ منهم أن يوالوا اليهود والنصارى.
وقيل : نزلت في عُبَادة بن الصّامت وعبد الله بن أُبيّ بن سَلُول ؛ فتبرأ عبادة رضي الله عنه من موالاة اليهود، وتمسك بها ابن أبي وقال : إني أخاف أن تدور الدوائر.
﴿ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ ﴾ مبتدأ وخبره ؛ وهو يدل على إثبات الشرع الموالاة فيما بينهم حتى يتوارث اليهود والنصارى بعضهم من بعض.