ولما كانت هذه الأوصاف من العلو في رتب المدح بمكان لا يلحق، قال مشيراً إليها بأداة البعد واسم المذكر :﴿ذلك﴾ أي الذي تقدم من أوصافهم العالية ﴿فضل الله﴾ أي الحاوي لكل كمال ﴿يؤتيه﴾ أي الله لأنه خالق لجميع أفعال العباد ﴿من يشاء﴾ أي فليبذل الإنسان كل الجهد في طاعته لينظر إليه هذا النظر برحمته ﴿والله﴾ أي الذي له الإحاطة الكاملة ﴿واسع﴾ أي محيط بجميع أوصاف الكمال، فهو يعطي من سعة ليس لها حد ولا يلحقها أصلاً نقص ﴿عليم﴾ أي بالغ العلم بمن يستحق الخير ومن يستوجب غيره، وبكل ما يمكن علمه. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٢ صـ ٤٨٢ ـ ٤٨٤﴾
فصل
قال الفخر :
قرأ ابن عامر ونافع ﴿يَرْتَدِدْ﴾ بدالين، والباقون بدال واحدة مشددة، والأول : لإظهار التضعيف، والثاني : للإدغام.
قال الزجاج : إظهار الدالين هو الأصل لأن الثاني من المضاعف إذا سكن ظهر التضعيف، نحو قوله ﴿إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ﴾ [ آل عمران : ١٤٠ ] ويجوز في اللغة : إن يمسكم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ١٧﴾
فصل
قال الفخر :
روى صاحب "الكشاف" أنه كان أهل الردة إحدى عشرة فرقة : ثلاث في عهد رسول الله ﷺ :
بنو مدلج : ورئيسهم ذو الحمار، وهو الأسود العنسي، وكان كاهناً ادعى النبوّة في اليمن واستولى على بلادها، وأخرج عمال رسول الله، فكتب رسول الله ﷺ إلى معاذ بن جبل وسادات اليمن، فأهلكه الله على يد فيروز الديلمي بيته فقتله، وأخبر رسول الله بقتله ليلة قتل، فسر المسلمون، وقبض رسول الله من الغد وأتى خبره في آخر شهر ربيع الأول.