الإيذان بفتح أسرار التشهد والأذان ". أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٢ صـ ٤٨٥ ـ ٤٨٦﴾
وقال الفخر :
لما حكى في الآية الأولى عنهم أنهم اتخذوا دين المسلمين هزواً ولعباً ذكر ههنا بعض ما يتخذونه من هذا الدين هزواً ولعباً فقال :﴿وَإِذَا ناديتم إِلَى الصلاة اتخذوها هُزُواً وَلَعِباً﴾. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ٢٩﴾
فصل
قال الثعلبى :
﴿ يا أيها الذين آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الذين اتخذوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً ﴾ الآية.
قال الكلبي : كان منادي رسول اللّه إذا نادى إلى الصلاة وقام المسلمون إليها، قالت اليهود : قد قاموا لا قاموا وصلوا لا صلوا، ركعوا لا ركعوا، سجدوا لا سجدوا، على طريق الاستهزاء والضحك، فأنزل اللّه تعالى هذه الآية.
قال السدي : نزلت في رجل من النصارى كان إذا سمع المؤذن يقول : أشهد أن محمداً رسول اللّه، قال : أحرق اللّه الكاذب، فدخل خادمه بنار ذات ليلة وهو نائم وأهله نيام فتطاير منها شرارة في البيت فأحرق البيت وأحرق هو وأهله.
وقال الآخرون : إن الكفار لما سمعوا الأذان كذبوا رسول اللّه والمسلمين على ذلك فدخلوا على رسول اللّه ﷺ فقال : يا محمد لقد ابتدعت شيئاً لم نسمع به فيما مضى من الأمم الخالية فإن كنت تدّعي النبوة فقد خالفت فيما أحدثت من هذا الأذان الأنبياءَ قبلك ولو كان في هذا الأمر خير لكان بادئ ما تركه الناس بعد الأنبياء والرسل قبلك فمن أين لك صياح كصياح البعير فما أقبح من صوت ولا أسمج من كفر، فأنزل اللّه هذه الآية. ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَآ إِلَى الله وَعَمِلَ صَالِحاً ﴾ [ فصلت : ٣٣ ].