قوله ﴿فَإِنَّ حِزْبَ الله هُمُ الغالبون﴾ جملة واقعة موقع خبر المبتدأ، والعائد، غير مذكور لكونه معلوماً، والتقدير فهو غالب لكونه من جند الله وأنصاره. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ٢٨﴾. بتصرف يسير.
وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ وَمَن يَتَوَلَّ الله وَرَسُولَهُ والذين آمَنُواْ ﴾ أي من فوّض أمره إلى الله، وامتثل أمر رسوله، ووالى المسلمين، فهو من حزب الله.
وقيل : أي ومن يتولى القيام بطاعة الله ونصرة رسوله والمؤمنين.
﴿ فَإِنَّ حِزْبَ الله هُمُ الغالبون ﴾ قال الحسن : حِزب الله جند الله.
وقال غيره : أنصار الله ؛ قال الشاعر :
وكيف أَضْوَى وبِلال حِزْبي...
أي ناصري.
والمؤمنون حِزْب الله ؛ فلا جَرَم غلبوا اليهود بالسبي والقتل والإجلاء وضرب الجزية.
والحِزْب الصنف من الناس ؛ وأصله من النائبة من قولهم : حَزَبه كذا أي نَابَه ؛ فكأنّ المحتزبين مجتمعون كاجتماع أهل النائبة عليها وحزْب الرجل أصحابه.
والحِزب الوِرْد ؛ ومنه الحديث :" فمن فاته حِزْبه من الليل " وقد حَزَّبْتُ القرآن.
والحِزب الطائفة.
وتَحزَّبوا اجتمعوا.
والأحزاب : الطوائف التي تجتمع على محاربة الأنبياء.
وحَزَبه أمرٌ أي أصابه. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٦ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon