وقال الخازن :
قوله عز وجل :﴿ وترى كثيراً منهم ﴾ الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم.
وترى يا محمد كثيراً من اليهود وكلمة " من " يحتمل أن تكون للتبعيض.
ولعل هذه الأفعال المذكورة في هذه الآية ما كان يفعلها كل اليهود فلذا قال تعالى : وترى كثيراً منهم ﴿ يسارعون ﴾.
المسارعة في الشيء : المبادرة إليه بسرعة لكن لفظة المسارعة إنما تستعمل في الخير.
ومنه قوله تعالى : يسارعون في الخيرات وضدها العجلة، وتقال في الشر في الأغلب وإنما ذكرت لفظة في قوله يسارعون ﴿ في الإثم والعدوان وأكلهم السحت ﴾ الفائدة وهي أنهم كانوا يقدمون على هذه المنكرات كأنهم محقون فيها.
والإثم اسم جامع لجميع المعاصي والمنهيات فيدخل تحته العدوان وأكل السحت، فلهذا ذكر الله العدوان وأكل السحت بعد الإثم والمعاصي وقيل الإثم ما كتموه من التوراة والعدوان وما زادو فيها والسحت هو الرشا وما يأكلونه من غير وجهه ﴿ لبئس ما كانوا يعملون ﴾ يعني لبئس العمل كان هؤلاء اليهود يعملون وهو مسارعتهم إلى الإِثم والعدوان وأكلهم السحت. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٢ صـ ﴾