كلام نفيس للإمام أبى الحسن الأشعرى
قال رحمه الله :
الباب السادس الكلام في الوجه والعينين والبصر واليدين
قال الله تبارك وتعالى :( كل شيء هالك إلا وجهه ) من الآية ( ٨٨ / ٢٨ ) وقال تعالى :( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) ( ٢٧ / ٥٥ ) فأخبر أن له سبحانه وجها لا يفنى ولا يلحقه الهلاك
وقال تعالى :( تجرى بأعيننا ) من الآية ( ١٤ / ٥٤ ) وقال تعالى :( واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ) من الآية ( ٣٧ / ١١ ) ( ١ / ١٢١ ) فأخبر تعالى أن له وجها وعينا ولا تكيف ولا تحد
وقال تعالى :( واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا ) من الآية ( ٤٨ / ٥٢ ) وقال تعالى :( ولتصنع على عيني ) من الآية ( ٣٩ / ٢٠ ) وقال تعالى :( وكان الله سميعا بصيرا ) من الآية ( ١٣٤ / ٤ ) وقال لموسى وهارون عليهما أفضل الصلاة والسلام :( إنني معكما أسمع وأرى ) من الآية ( ٤٦ / ٢٠ ) فأخبر تعالى عن سمعه وبصره ورؤيته. ( ١ / ١٢٢ )

فصل


ونفى الجهمية أن يكون لله تعالى وجه كما قال وأبطلوا أن يكون له سمع وبصر وعين ووافقوا النصارى لأن النصارى لم تثبت الله سميعا بصيرا إلا على معنى أنه عالم وكذلك قالت الجهمية ففي حقيقة قولهم أنهم قالوا : نقول إن الله عالم ولا نقول سميع بصير على غير معنى عالم وذلك قول النصارى. ( ١ / ١٢٣ )

فصل


قالت الجهمية : إن الله لا علم له ولا قدرة ولا سمع له ولا بصر وإنما قصدوا إلى تعطيل التوحيد والتكذيب بأسماء الله تعالى فأعطوا ذلك له لفظا ولم يحصلوا قولهم في المعنى ولولا أنهم خافوا السيف لأفصحوا بأن الله غير سميع ولا بصير ولا عالم ولكن خوف السيف منعهم من إظهار زندقتهم. ( ١ / ١٢٤ )

فصل


وزعم شيخ منهم نحس مقدم فيهم أن علم الله هو الله وأن الله سبحانه علم فنفى العلم من حيث أوهم أنه يثبته حتى ألزم أن يقول : يا علم اغفر لي إذ كان علم الله عنده هو الله وكان الله - على قياسه الفاسد - علما وقدرة. تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا


الصفحة التالية
Icon