وكذلك يقال لهم : لم تجدوا مدبرا حكيما إلا إنسانا ثم أثبتم أن للدنيا مدبرا حكيما ليس كالإنسان وخالفتم الشاهد ونقضتم اعتلالكم فلا تمنعوا من إثبات يدين ليستا نعمتين ولا جارحتين من أجل أن ذلك خلاف الشاهد
مسألة :
فإن قالوا إذا أثبتم لله عز وجل يدين لقوله تعالى :( لما خلقت بيدي ) فلم لا أثبتم له أيدي لقوله تعالى :( مما عملت أيدينا ) من الآية ( ٧١ / ٣٦ ) ؟
قيل لهم : قد أجمعوا على بطلان قول من أثبت لله أيدي فلما أجمعوا على بطلان قول من قال ذلك وجب أن يكون الله تعالى ( ١ / ١٣٨ ) ذكر أيدي ورجع إلى إثبات يدين لأن الدليل عنده دل على صحة الإجماع وإذا كان الإجماع صحيحا وجب أن يرجع من قوله أيدي إلى يدين لأن القرآن على ظاهره ولا يزول عن ظاهره إلا بحجة فوجدنا حجة أزلنا بها ذكر الأيدي عن الظاهر إلى ظاهر آخر ووجب أن يكون الظاهر الآخر على حقيقته لا يزول عنها إلا بحجة
مسألة :
فإن قال قائل : إذا ذكر الله عز وجل الأيدي وأراد يدين فما أنكرتم أن يذكر الأيدي ويريد يدا واحدة ؟
قيل له : ذكر تعالى أيدي وأراد يدين لأنهم أجمعوا على بطلان قول من قال أيدي كثيرة وقول من قال يدا واحدة فقلنا يدان لأن القرآن على ظاهره إلا أن تقوم حجة بأن يكون على خلاف الظاهر. ( ١ / ١٣٩ )
مسألة :
فإن قال قائل : ما أنكرتم أن يكون قوله تعالى :( مما عملت أيدينا ) من الآية ( ٧١ / ٣٦ ) وقوله تعالى :( لما خلقت بيدي ) من الآية ( ٧٥ / ٣٨ ) على المجاز ؟
قيل له : حكم كلام الله تعالى أن يكون على ظاهره وحقيقته ولا يخرج الشيء عن ظاهره إلى المجاز إلا بحجة


الصفحة التالية
Icon