ومن فوائد الثعلبى فى الآية
قال رحمه الله :
﴿ وَقَالَتِ اليهود يَدُ الله مَغْلُولَةٌ ﴾.
قال ابن عباس وعكرمة والضحّاك وقتادة : إن اللّه كان قد بسط على اليهود حتى كانوا من أكثر الناس مالاً وأخصبهم ناحية فلما عصوا اللّه في محمد ( عليه السلام ) وكذبوا به كفى اللّه عنهم ما بسط عليهم من السعة فعند ذلك قال فنحاص بن عازورا : يد اللّه مغلولة لم يريدوا إلى عنقه ولكنهم أرادوا إنها مقبوضة بمعنى منه ممسكة عن الرزق فنسبوه إلى البخل.
وقال أهل المعاني : إنما قال هذه المقالة فنحاص فلم ينهوا الآخرون ورضوا بقوله فأشركهم اللّه فيها وأرادوا باليد العطاء لأن عطاء الناس بذل معروفهم في الغالب بأيديهم واستعمل الناس اليد في وصف الإنسان بالرد والبخل.
قال الشاعر :

يداك يدا مجد فكف مفيد وكف إذا ما ضن بالمال ينفق
ويقال للبخيل : جعد الأنامل، مقبوض الكف، كز الأصابع، مغلول اليدين، قال اللّه ﴿ وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلى عُنُقِكَ ﴾ الآية [ الإسراء : ٢٩ ].
قال الشاعر :
كانت خراسان أرضاً إذ يزيد بها وكل باب من الخيرات مفتوح
فاستبدلت بعده جعداً أنامله كأنما وجهه يأكل منضوج
وقال الحسن : معناه يد اللّه مكفوفة عن عذابنا فليس يعذبنا إلاّ بما [ يقرّبه ] قيمة قدر ما عبد آباؤنا العجل. وهو سبعة أيّام.


الصفحة التالية
Icon