وقيل : إن اليهود لما أفسدوا وخالفوا كتاب الله التوراة أرسل الله عليهم بُختنَصَّر، ثم أفسدوا فأرسل عليهم بطرس الروميّ، ثم أفسدوا فأرسل عليهم المجوس، ثم أفسدوا فبعث الله عليهم المسلمين ؛ فكانوا كلما استقام أمرهم شتتهم الله ؛ فكلما أوقدوا ناراً أي أهاجوا شرّاً، وأجمعوا أمرهم على حرب النبي ﷺ ﴿ أَطْفَأَهَا الله ﴾ وقهرهم ووهّن أمرهم فذِكْر النار مستعار.
قال قتادة : أذلهم الله جل وعز ؛ فلقد بعث الله النبي ﷺ وهم تحت أيدي المجوس، ثم قال جلّ وعزّ :﴿ وَيَسْعَوْنَ فِي الأرض فَسَاداً ﴾ أي يسعون في إبطال الإسلام، وذلك من أعظم الفساد، والله أعلم.
وقيل : المراد بالنار هنا نار الغضب، أي كلما أوقدوا نار الغضب في أنفسهم وتجمعوا بأبدانهم وقوة النفوس منهم باحتِدام نار الغضب أطفأها الله حتى يضعفوا ؛ وذلك بما جعله من الرّعب نصرة بين يدي نبيّه صلى الله عليه وسلم. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٦ صـ ﴾