وقال السمرقندى :
﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التوراة والإنجيل ﴾ يعني : أقرّوا بما فيهما، وبيّنوا ما كتموا، ﴿ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِمْ مّن رَّبّهِمْ ﴾ يعني : بما أنزل إليهم من ربهم، يعني : عملوا بما أنزل إليهم من ربهم في كتابهم ؛ ويقال : القرآن.
﴿ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ ﴾، يعني : يرزقهم الله تعالى المطر من فوقهم، في الوقت الذي ينفعهم، ﴿ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم ﴾ يعني : النبات من الأرض، وقال الزجاج : هذا على وجه التوسعة.
يقال : فلان خيره من فوقه إلى قدمه، يعني : لو أنهم فعلوا ما أمروا لأعطاهم الله الخير من فوقهم ومن تحت أرجلهم، يعني : صاروا في الخير في الدنيا والآخرة.
وروى أبو موسى الأشعري عن رسول الله ﷺ أنه قال : أيما رجل من أهل الكتاب آمن بنبيّه، وآمن بمحمد ﷺ فله أجران. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾
فائدة
قال ابن عطية :
﴿ ولو أنهم أقاموا التوراة ﴾ أي أظهروا أحكامها فهي كإقامة السوق وإقامة الصلاة، وذلك كله تشبيه بالقائم من الناس، إذ هي أظهر هيئات المرء، وقوله تعالى :﴿ والإنجيل ﴾ يقتضي دخول النصارى في لفظ ﴿ أهل الكتاب ﴾ في هذه الآية، وقوله تعالى :﴿ وما أنزل إليهم من ربهم ﴾ معناه من وحي وسنن على ألسنة الأنبياء، واختلف المفسرون في معنى ﴿ من فوقهم ومن تحت أرجلهم ﴾ فقال ابن عباس وقتادة ومجاهد والسدي : المعنى لأعطتهم السماء مطرها وبركتها والأرض نباتها بفضل الله تعالى. وحكى الطبري والزجّاج وغيرهما أن الكلام استعارة ومبالغة في التوسعة كما يقال فلان قد عمه الخير من قرنه إلى قدمه، وذكر النقاش أن المعنى : لأكلوا من فوقهم أي من رزق الجنة ومن تحت أرجلهم من رزق الدنيا، إذ هو من نبات الأرض. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾
وقال أبو حيان :