السابع : نزلت في حقوق المسلمين، وذلك لأنه قال في حجة الوداع لما بين الشرائع والمناسك ( هل بلغت ) قالوا نعم، قال عليه الصلاة والسلام :" الّلهم فاشهد " الثامن : روي أنه ﷺ نزل تحت شجرة في بعض أسفاره وعلق سيفه عليها، فأتاه أعرابي وهو نائم فأخذ سيفه واخترطه وقال : يا محمد من يمنعك مني ؟ فقال "الله" فرعدت يد الأعرابي وسقط السيف من يده وضرب برأسه الشجرة حتى انتثر دماغه، فأنزل الله هذه الآية وبين أنه يعصمه من الناس.
التاسع : كان يهاب قريشاً واليهود والنصارى، فأزال الله عن قلبه تلك الهيبة بهذه الآية.
العاشر : نزلت الآية في فضل علي بن أبي طالب عليه السلام، ولما نزلت هذه الآية أخذ بيده وقال :" من كنت مولاه فعلي مولاه الّلهم وال من والاه وعاد من عاداه " فلقيه عمر رضي الله عنه فقال : هنيئاً لك يا ابن طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، وهو قول ابن عباس والبراء بن عازب ومحمد بن علي.
واعلم أن هذه الروايات وإن كثرت إلا أن الأولى حمله على أنه تعالى آمنه من مكر اليهود والنصارى، وأمره بإظهار التبليغ من غير مبالاة منه بهم، وذلك لأن ما قبل هذه الآية بكثير وما بعدها بكثير لما كان كلاماً مع اليهود والنصارى امتنع إلقاء هذه الآية الواحدة في البين على وجه تكون أجنبية عما قبلها وما بعدها. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ٤٢﴾
قوله تعالى ﴿والله يَعْصِمُكَ مِنَ الناس﴾

فصل


قال الفخر :
في قوله ﴿والله يَعْصِمُكَ مِنَ الناس﴾ سؤال، وهو أنه كيف يجمع بين ذلك وبين ما روي أنه عليه الصلاة والسلام شج وجهه يوم أحد وكسرت رباعيته ؟
والجواب من وجيهن : أحدهما : أن المراد يعصمه من القتل، وفيه التنبيه على أنه يجب عليه أن يحتمل كل ما دون النفس من أنواع البلاء، فما أشد تكليف الأنبياء عليهم الصلاة والسلام! وثانيها : أنها نزلت بعد يوم أحد.
واعلم أن المراد من ﴿الناس﴾ ههنا الكفار، بدليل قوله تعالى :﴿إِنَّ الله لاَ يَهْدِى القوم الكافرين ﴾
ومعناه أنه تعالى لا يمكنهم مما يريدون، وعن أنس رضي الله عنه : كان رسول الله ﷺ يحرسه سعد وحذيفة حتى نزلت هذه الآية، فأخرج رأسه من قبة أدم وقال :" انصرفوا يا أيها الناس فقد عصمني الله من الناس ". أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ٤٢ ـ ٤٣﴾


الصفحة التالية
Icon