ولما كان الإتيان بالضمير مفهماً لأن ذلك عمهم كلهم، أعلم سبحانه أن ذلك ليس كذلك بقوله :﴿كثير منهم﴾ إلا أن سوقه للعبارة هذا المساق يدل على أن من لم يكفر منهم كان مزلزلاً غير راسخ القدم في الهدى - والله أعلم، وربما دل عليه قوله :﴿والله﴾ أي المحيط بكل شيء قدرة وعلماً ﴿بصير بما يعملون﴾ أي وإن دق وإن كانوا يظنون أنهم أسسوا عملهم على علم، وقد مضى في قوله " من لعنه الله وغضب عليه " ما يشهد لهذا من عبادتهم بعلا الصنم وغيره من الأصنام مرة بعد مرة. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٢ صـ ٥١١﴾
قال الخازن :
قوله تعالى :﴿ وحسبوا ﴾ يعني وظنّ هؤلاء الذين كذبوا الرسل وقتلوا الأنبياء ﴿ أن لا تكون فتنة ﴾ يعني أن لا يعذبهم الله ولا يبتليهم بذلك الفعل الذي فعلوه وإنما حملهم على هذا الظن الفاسد أنهم كانوا يعتقدون أن كل رسول جاءهم بشرع آخر غير شرعهم يجب عليهم تكذيبه وقتله.
فلهذا السبب حسبوا أن لا يكون فعلهم ذلك فتنة يبتلون بها.
وقيل : إنما قدموا على ذلك لاعتقادهم أن آباءهم وأسلافهم يدفعون عنهم العذاب في الآخرة. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٢ صـ ﴾

فصل


قال الفخر :


الصفحة التالية
Icon