ثم قال :﴿ والله بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ﴾ بقتلهم الأنبياء وتكذيبهم الرسل يعني : عليم بمجازاتهم. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾
وقال الخازن :
﴿ فعموا وصموا ﴾ يعني أنهم عموا عن الحق فلم يبصروه وصموا عنه فلم يسمعوه وهذا العمى هو كناية عن عمى البصيرة لا البصر وكذلك الصمم هو كناية عن منع نفوذ الحق إلى قلوبهم وسبب ذلك شدة جهلهم وقوة كفرهم وإعراضهم عن قبول الحق قال بعض المفسرين سبب هذا العمى والصمم عبادتهم العجل في زمن موسى عليه السلام ﴿ ثم تاب الله عليهم ﴾ يعني أنهم لما تابوا من عبادتهم العجل تاب الله عليهم ﴿ ثم عموا وصموا ﴾ يعني في زمان زكريا ويحيى وعيسى عليهم السلام لأنهم كذبوا عيسى وقتلوا زكريا ويحيى وقيل إن العمى والصمم الأول كان بعد موسى ثم تاب الله عليهم يعني ببعثه عيسى عليه السلام ثم عموا وصموا يعني بسبب الكفر بمحمد ﷺ ﴿ كثير منهم ﴾ من اليهود لأن بعضهم آمن بمحمد ﷺ مثل عبد الله بن سلام وأصحابه ﴿ والله بصير بما يعملون ﴾ يعني من قتل الأنبياء وتكذيب الرسل. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٢ صـ ﴾
وقال الآلوسى :
وقوله تعالى :﴿ فَعَمُواْ ﴾ عطف على ﴿ حسبوا ﴾ والفاء للدلالة على ترتيب ما بعدها على ما قبلها أي أمنوا بأس الله تعالى فتمادوا في فنون الغي والفساد وعموا عن الدين بعدما هداهم الرسل إلى معالمه وبينوا لهم مناهجه ﴿ فَعَمُواْ وَصَمُّواْ ﴾ عن استماع الحق الذي ألقوه إليهم، وهذا إشارة إلى المرة الأولى من مرتي إفساد بني إسرائيل حين خالفوا أحكام التوراة وركبوا المحارم وقتلوا شعيا، وقيل : حبسوا أرميا عليهما السلام.