ومع ذلك فلم يخل لهم زمان طويل من الكفر لا في زمن موسى ولا في زمن من بعده من الأنبياء عليهم السلام، حتى قتلوا كثيراً من الرسل وهو معنى قوله - جواباً لمن كأنه قال : ما فعلوا بالرسل :﴿كلما جاءهم رسول﴾ أي من أولئك الرسل أي رسول كان ﴿بما لا تهوى أنفسهم﴾ أي بشيء لا تحبه نفوسهم محبة تتساقط بها إليه، خالفوه، فكأنه قيل : أي مخالفة؟ فقيل :﴿فريقاً﴾ أي من الرسل ﴿كذبوا﴾ أي كذبهم بنو إسرائيل من غير قتل، ودل على شدة بشاعة القتل وعظيم شناعته بالتعبير بالمضارع تصويراً للحال الماضية وتنبيهاً على أن هذا ديدنهم وهو أشد من التكذيب فقال :﴿وفريقاً يقتلون﴾ أي مع التكذيب وليدل على ما وقع منهم في سم النبي ﷺ، وقدم المفعول للدلالة على انحصار أمرهم في حال التكذيب والقتل، فلا حظ لهم في تصديق مخالف لأهويتهم. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٢ صـ ٥١٠ ـ ٥١١﴾