﴿ كُلَّمَا جَآءَهُمْ ﴾ أي اليهود ﴿ رَسُولٌ بِمَا لاَ تهوى أَنْفُسُهُمْ ﴾ لا يوافق هواهم ﴿ فَرِيقاً كَذَّبُواْ وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ ﴾ أي كذبوا فريقاً وقتلوا فريقاً ؛ فمن كذبوه عيسى ومن مثله من الأنبياء، وقتلوا زكريا ويحيى وغيرهما من الأنبياء.
وإنما قال :"يقتلون" لمراعاة رأس الآية.
وقيل : أراد فريقاً كذبوا، وفريقاً قتلوا، وفريقاً يكذبون وفريقاً يقتلون، فهذا دأبهم وعادتهم فاختصر.
وقيل فريقاً كذبوا لم يقتلوهم وفريقاً قتلوهم فكذبوا.
و"يقتلون" نعت لفريق. والله أعلم. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٦ صـ ﴾
وقال الخازن :
قوله عز وجل :﴿ لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل ﴾ يعني أخذنا العهود عليهم في التوراة بأن يعملوا بما فيها من التوحيد والعمل بما أمرناهم به والانتهاء عما نهيناهم عنه ﴿ وأرسلنا إليهم رسلاً ﴾ يعني لبيان الشرائع والأحكام ﴿ كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم ﴾ يعني بما يخالف أهواءهم ويضاد شهواتهم من ميثاق التكليف والعمل بالشرائع ﴿ فريقاً كذبوا ﴾ يعني من الرسل الذين جاءتهم ﴿ وفريقاً يقتلون ﴾ يعني من الرسل وكان فيمن كذبوا عيسى ومحمد ﷺ وكان فيمن قتلوا زكريا ويحيى عليهما السلام وإنما فعلوا ذلك نقضاً للميثاق وجراءة على الله عز وجل ومخالفة لأمره. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية