فائدة
قال فى البحر المديد :
الإشارة : الغلو كله مذموم كما تقدم، وخير الأمور أوسطها، كما تقدم. وقد رخص في الغلو في ثلاثة أمور : أحدها : في مدح النبي ﷺ فلا بأس أن يبالغ فيه ما لم يخرجه عن طور البشرية، وهذا غلو ممدوح، مقرب إلى الله تعالى، قال في بردة المديح :
دع ما ادَّعَتهُ النَّصَارى في نَبيّهم... واحكُم بما شِئتَ مَدحًا فيهِ واحتكَم
الثاني : في مدح الأشياخ والأولياء، ما لم يخرجهم أيضًا عن طورهم، أو يغض من مرتبة بعضهم، فقد رخصوا للمريد أن يبالغ في مدح شيخه، ويتغالى فيه، بالقيدين المتقدمين ؛ لأن ذلك يقربه من حضرة الحق تعالى.
والثالث : في تعظيم الحق جل جلاله. وهذا لا قيد فيه ولا حصر. حدث عن البحر ولا حرج، إذا كان ممن يحسن العبارة ويتقن الإشارة، بحيث لا يوهم نقصًا ولا حلولاً. وبالله التوفيق. أ هـ ﴿البحر المديد حـ ٢ صـ ٦٧﴾