من فوائد السمرقندى فى الآية
قال رحمه الله :
قوله تعالى :﴿ قُلْ يا أهل الكتاب لاَ تَغْلُواْ فِى دِينِكُمْ غَيْرَ الحق ﴾ يقول : لا تجاوزوا الحد، والغلو : هو الإفراط والاعتداء.
ويقال : لا تتعمقوا.
ثم قال :﴿ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ ﴾ وهم الرؤساء من أهل الكتاب، يعني : لا تتّبعوا شهواتهم، لأنهم آثروا الشهوات على البيان والبرهان، ﴿ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ ﴾ وهم رؤساء النصارى ضلوا عن الهدى، ﴿ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً ﴾ من الناس، ﴿ وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السبيل ﴾ يعني : اخطؤوا عن قصد الطريق.
وقال مقاتل : نزلت في برصيصا العابد، فجاءه الشيطان فقال له : قد فضلك الله على أهل زمانك لكي تحل لهم الحرام، وتحرم عليهم الحلال، وتسن لهم سنة، ففعل فاتبعه الناس بذلك، ثم ندم على فعله.
فعمد إلى سلسلة، فجعلها في ترقوته فعلق نفسه فجاءه ملك، فقال له : أنت تتوب فكيف لك من تابعك؟ فذلك قوله :﴿ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السبيل ﴾. (١) أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾
_________
(١) هذه الرواية تحتاج إلى سند صحيح. والله أعلم.