الخامس : ذكر كثير من المفسّرين : أن المراد بـ ( أهل الكتاب ) هنا : اليهود والنصارى. وأن كليهما غلا في عيسى عليه السلام : أما غلوّ اليهود فالتقصير في حقه حتى نسبوه إلى غير رشدة. وأما غلو النصارى فمعلوم. وأن الخطاب في قوله تعالى :﴿ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ ﴾ لليهود والنصارى الذين كانوا في زمان رسول الله ﷺ. نهوا عن اتباع أسلافهم فيما ابتدعوه من الضلالة بأهوائهم. انتهى.
وظاهر أنّ ما نسب للفريقين - من الغلوّ والابتداع - مسلّم. بيد أن الأقرب للسباق الداحض لشبهات النصارى، أن تكون هذه الآية فيهم زجراً لهم عمّا سلكوه، إثر إبطاله بالبراهين الدامغة. على أن الغلوّ ألصق بالنصارى منه باليهود، كما لا يخفى. والله أعلم. أ هـ ﴿محاسن التأويل حـ ٦ صـ ٢٢٢ ـ ٢٢٥﴾