ومن فوائد الشيخ الشعراوى فى الآية
قال رحمه الله :
﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ ﴾
عندما يوجد شيء مشترك بين النصارى واليهود يحدثهم الله بقوله :﴿ قُلْ ياأهل الكتاب ﴾ أما الشيء الخاص فهو يتحدث به لكل فئة بمفردها. والغلو هو أن يتطرف إنسان في حكم ما إيجاباً أو سلباً. وهو إما الإفراط في المنزلة العالية وإما التفريط في المنزلة الدنيا. ولذلك نجد المتناقضات دائماً في الغلو. " ورسول الله ﷺ يقول لسيدنا علي - كرم الله وجهه - : يا عليّ، يهلك فيك رجلان.. محب غال ومبغض غال " ويقول :" يا عليّ لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ".
ويقول :" يا علي ستقاتلك الفئة الباغية "
إن هناك من أحب سيدنا عليًّا إلى درجة أنهم اعتبروه نبياً وقالوا : إن الوحي أخطأ عليًّا وجاء إلى رسول الله محمد ﷺ أو اعتبروا عليًّا إلهاً!! وكل ذلك غلو، فقد أحبّوه إلى منزلة فيها غلو وإفراط.
أما الخوارج فقد قالوا عن سيدنا علي : إنه كافر. جاء الغلو - إذن - من ناحية المحبين فجعلوه نبياً أو فوق ذلك مما يدخلهم في الشرك، أو من المبغضين القائلين بتكفيره وإخراجه من دائرة الدين، ولذلك يجب ألاّ نغلو في الدين فلا نحب إنساناً ونرفعه فوق مستوى البشر، ولا نبغض إنساناً وننزل به إلى الحضيض. بل يجب أن نعطي كل واحد قدره ومقداره الذي وضعه الله فيه ؛ لأن وضع الله له هو تكريمه :﴿ قُلْ ياأهل الكتاب لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الحق وَلاَ تتبعوا أَهْوَآءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَآءِ السبيل ﴾ [ المائدة : ٧٧ ].


الصفحة التالية
Icon