أن يلقى في نار جهنم - وسيأتي بقية الإشارة إلى لعنهم في سورة الصف إن شاء الله تعالى، والعسم جمع أعسم - بمهملتين، وهو من في يده أو قدمه اعوجاج أو يده يابسة. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٢ صـ ٥١٨ ـ ٥٢٠﴾
فائدة
قال الخازن :
قال بعض العلماء : إن اليهود كانوا يفتخرون بآبائهم ويقولون نحن من أولاد الأنبياء عليهم السلام، فأخبر الله تعالى بأنهم ملعونون على ألسنة الأنبياء عليهم السلام.
وقيل : إن داود وعيسى بشَّرا بمحمد ﷺ ولعنا من يكفر به. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٢ صـ ﴾
فصل
قال الفخر :
قال أكثر المفسرين : يعني أصحاب السبت، وأصحاب المائدة.
أما أصحاب السبت فهو أن قوم داود، وهم أهل "ايلة" لما اعتدوا في السبت بأخذ الحيتان على ما ذكر الله تعالى هذه القصة في سورة الأعراف قال داود : اللّهم العنهم واجعلهم آية فمسخوا قردة، وأما أصحاب المائدة فإنهم لما أكلوا من المائدة ولم يؤمنوا قال عيسى : اللّهم العنهم كما لعنت أصحاب السبت فأصبحوا خنازير، وكانوا خمسة آلاف رجل ما فيهم امرأة ولا صبي.
قال بعض العلماء : إن اليهود كانوا يفتخرون بأنا من أولاد الأنبياء، فذكر الله تعالى هذه الآية لتدل على أنهم ملعونون على ألسنة الأنبياء.
وقيل : أن داود وعيسى عليهما السلام بشرا بمحمد ﷺ، ولعنا من يكذبه وهو قول الأصم.
ثم قال تعالى :﴿ذلك بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ﴾ والمعنى أن ذلك اللعن كان بسبب أنهم يعصون ويبالغون في ذلك العصيان. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ٥٤﴾
وقال السمرقندى :
﴿ لُعِنَ الذين كَفَرُواْ مِن بَنِى إسراءيل ﴾ يعني : اليهود، ﴿ على لِسَانِ دَاوُودُ ﴾ وذلك أن الله تعالى مسخهم قردة، حيث اصطادوا السمك يوم السبت، ﴿ وَعِيسَى ابن مَرْيَمَ ﴾ يعني : وعلى لسان عيسى ابن مريم، حيث دعا عليهم، فمسخهم الله تعالى خنازير.