﴿ جنات تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنهار خالدين فِيهَا ﴾ أبد الآبدين وهو حال مقدرة ﴿ وَذَلِكَ ﴾ المذكور من الأمر الجليل الشأن ﴿ جَزَاء المحسنين ﴾ أي جزاؤهم، وأقيم الظاهر مقام ضميرهم مدحاً لهم وتشريفاً بهذا الوصف الكريم، ويحتمل أن يراد الجنس ويتدرجون فيه اندراجاً أولياً أي جزاء الذين اعتادوا الإحسان في الأمور. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٧ صـ ﴾

فصل


قال الفخر :
الآية دالة على أن المؤمن الفاسق لا يبقى مخلداً في النار، وبيانه من وجهين : الأول : أنه تعالى قال :﴿وذلك جَزَاء المحسنين﴾ وهذا الإحسان لا بدّ وأن يكون هو الذي تقدم ذكره من المعرفة وهو قوله ﴿مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الحق﴾ [ المائدة : ٨٣ ] ومن الإقرار به، وهو قوله ﴿فَأَثَابَهُمُ الله بِمَا قَالُواْ﴾ وإذا كان كذلك، فهذه الآية دالة على أن هذه المعرفة، وهذا الاقرار يوجب أن يحصل له هذا الثواب، وصاحب الكبيرة له هذه المعرفة وهذا الاقرار، فوجب أن يحصل له هذا الثواب، فأما أن ينقل من الجنة إلى النار وهو باطل بالإجماع، أو يقال : يعاقب على ذنبه ثم ينقل إلى الجنة وذلك هو المطلوب. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٢ صـ ٥٨﴾


الصفحة التالية
Icon